الابوكتاسيس - الخلاص الشامل
ما هو الإبوكتاسيس ؟
إبوكتاسيس تعني استعادة الأشياء .
و يعني بها البعض الخلاص الشامل و هي غير خضوع الكل لله. ... فما
الفرق ؟
الإبوكتاسيس : هو رد كل الأشياء أو استعادة كل الأشياء أو الخلاص
الشامل ،و هي نظرية تتضمن أن الله محب للبشر سوف يستعيد كل الخليقة و سوف يختفي
الشر، و نتيجة لذلك لن يكون هناك جحيما أبديا. و هذا يعني أن كل الناس سوف
يَخلّصُون – و قد أمن بها أوريجانوس.
و ما المقصود بخضوع الكل لله ؟
"و متى أخضع له الكل، فحينئذ الابن نفسه أيضا سيخضع للذي أخضع
له الكل، كي يكون الله الكل في الكل." الترجمة البيروتية
1كورنثوس 15 : 28
و بترجمة أخري : "عندما تُخضع له كل الأشياء، من ثم سيخضع الابن
نفسه إليه الذي وُضعَ كل شيء تحته، و سيكون الله الكل في الكل."
ما معني هذا الكلام ببساطة ؟
أن الكون كله سوف يخضع إلي الله و سيكون الله هو السيد الوحيد و
الأوحد .
فسوف تنتهي الفترة المسموح بها للشيطان بالحرية و غواية أبناء الله، و
ستنتهي فترة حرية الإنسان ، إذ تحدث الدينونة و يكلل الله الأبرار و يدين الأشرار.
لأنه يقول قبل ذلك : " لأنه يجب أن يملك حتي " يضع الأعداء
تحت قدميه" . أخر عدو يبطل هو الموت ." (25-26)
فمن هم إعدائه إن كانت كل الخليقة ستعاد إليه ( بما فيهم الشياطين و
الأشرار) !
و ما فائدة قيامة المسيح ... و إن كان المطلوب فقط أن يُدفع ثمن
خطايانا ؟
لكن كانت الحاجة إلي قيامة المسيح ... لكي يقيم الساقطين من الخطية (
من يريد طبعا)، وذلك بالمعمودية.
و هنا يتسأل بولس الرسول : "إن لم يكن المسيح قد قام، فباطل
إيمانكم. أنتم بعد في خطاياكم ! . إذ الذين رقدوا في المسيح أيضا هلكوا ! ، .... لأنه
كما في آدم يموت الجميع، هكذا في المسيح سيحيا الجميع . و لكن كل واحد في رتبته.
المسيح باكورة ، ثم الذين للمسيح في مجيئه. و بعد ذلك النهاية ، متي سلم الملك لله
الآب، متي أبطل كل رياسة و كل سلطان و كل قوة ."1كو 15: 17- 24
لحظ يقول :"الذين رقدوا في المسيح" .. و "في المسيح
سيحيا الجميع" .."الذين للمسيح"
ما معني أن الذين للمسيح و في المسيح فقط هم الذين سيحيون مع المسيح.
"كل واحد في رتبته" ف"المسيح باكورة" لأنه بكرا بين أخوة
كثيرين.
لأحظ الفرق بين الذي يموت مع المسيح ، و من يموت في خطيته رافضا
الإيمان به.
"فإن كنا قد متنا مع المسيح، نؤمن أننا سنحيا أيضا معه." رو 6 : 8
"لأنكم إن لم تؤمنوا أني أنا هو تموتون في خطاياكم"
يو 8 : 24
فكيف أن الله الذي أحترم إرادتي و أعطاني الحرية في النهاية يقول لي ،
سواء كنت تريد أن تعيش معي أم لا فسوف تعيش معي جبرا !
في تفسيره لهذه الأية يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: "ما هذا : ’أن
الله سيكون الله في الكل‘؟ أن كل الأشياء ستكون خاضعه له، ذلك حيث لا يظن أحد أن هناك
سلطتان آزليتان، ولا مملكة أخري منشقة؛ أي، أنه لا شيء يمكن أن يوجد مستقل عنه."
عظة 39 في تفسير رسالة كورنثوس الأولى
St. John Chrysostom, Homily 39, P.G. 61:372.
إذن "خضوع الكل" إلي الله يختلف عن "الاستعادة أو
الخلاص الشامل
مثال بسيط للشرح: قام بعض الثوار في وقت كان فيه الملك مسافر خارج
المملكة، و قام الثوار بالعديد من الأضطرابات و الأعمال الإجرامية و ظلموا كثيرا
من الناس و كادوا أن يصلوا إلي الحكم.
فماذا يفعل الملك العادل الرحيم عندما يعود إلي مملكته ؟
اهل يمسك هؤلاء الثوار و يكرمهم ، أم يستعيد العدالة و يجازي هؤلاء
الأشرار و يستعيد سيطرته علي كل المملكة ؟
--
نعود لإوريجانوس
تم حرم تعليم أوريجانوس في المجمع المسكوني الخامس {لم تشارك فيه
كنيستنا القبطية و لم نقر ما فيه أو ندينه لأننا كنا منشقين عن الروم الأرثوذوكس و
الكاثوليك وقتها) لكن لأن هذه النقطة أثيرت وقتها كان رد المجمع الحاسم كتالي :"إذا
وافق أي شخص على الوجود الأسطوري للأرواح، و الأبوكاتستاسيس {استعادة
الأشياء} الشنيعة التي تلي ذلك، فليكن أناثيما {محروما}."
و للأسف ما زال البعض يحاول الإلتفاف حول هذا الحرم من الكنيسة
البيزنطية مثل الأسقف كاليستوس وير، أو المطران جورج خضر.
"لي الانتقام، يقول الرب؛ أنا أجازي"( تثنية
32 : 35 )
و ذكر في العهد الجديد أيضا في (رومية 12 : 19؛ و عبرانين
10 : 30).
هل من العدل أن القاضي يساوي بين الظالم و المظلوم ؟ أو يترك المجرم الذي
يحاول أن يترجاه بدون عقاب ؟
مع العلم إنه أعطاه أكثر من فرصه للتوبة و هو لم يتوب.
إن فلت المجرم من عقابه في هذا العالم، فلن يفلت من عدالة الله.
وهنا لا تضاد إطلاقا بين محبة الله و رأفته و بين عدله.
فهو يجازي الإنسان الذي يصر علي شره .
لنقرء جزء من عظة القديس يوحنا ذهبي الفم يجاوب علي الأعتقاد بأن العذاب
الأبدي سيكون لوقت محدود (وليس خلاصا شاملا حتي).
"لا تقل لي، ’كيف يُصان ميزان العدالة لو أن العقاب إلي الآبد؟‘
عندما يفعل الله أي شيء، فإنه يطيع قراراته و لا يَخضع للمنطق البشري. علي أي حال،
أليس في الواقع أن الشخص الذي تلقى عدد لا يحصي من الأشياء الصالحة من البدء، و
بعد ذلك فعل أشياء تستوجب العقاب، ولا يتوب استجابة لتهديدات أو إلي لطف، يجب أن
يعاقب؟ لأنكم لو سألتم عن العدل المطلق؛ فأنه كان يجب أن نهلك علي الفور من
البداية. وفقا لمفهوم العدالة الدقيقة. لأنه لو أن رجل أهان شخصا لم يخطئ فيه أبدا،
فمن العدل أن يُعاقب. لكن ماذا لو أنه أهان المحسن إليه، الذي دون أن يتلقى أي
معروف منه في المقام الأول، و قد فعل أشياء لا تحصى لأجله – في هذه الحالة الشخص
الذي كان المصدر الوحيد لوجوده، الذي هو الله، الذي نفخ روحه فيه، الذي منحه عطايا
أخري كثيرة لا تحصي و عازم أن يحضره إلي السماء؟ لو أن بعد الكثير جدا من النعم، قوبل
ليس فقط بالإهانة بل يهينه يوميا بسلوكه، هل يمكن أن يوجد أي مُسائلة ليستحق عفوا؟
"ألم تري كيف {أن الله} عاقب آدم علي خطية واحدة؟ سوف تقول ’نعم،
لكن لقد أعطاه الفردوس و جعله يتمتع بعطف عظيم جدا.‘ و أنا سوف أرد بأنه ليس علي
كل حال نفس الشيء بالنسبة لإنسان يمتلك الاطمئنان و الراحة ليرتكب خطية و إنسان أخر
في وسط محنة يفعل ذلك. الشيء المرعب فعلا أن تخطئ عندما لا تكون في الفردوس لكن أن
تكون في وسط مصائب لا تحصي من هذه الحياة الحاضرة، و كل هذا الشقاء {في الحياة} لم
يجعلك أكثر احتراسا {عقلانية}. أنها أشبه بإنسان يُكمّل سلوكه الإجرامي في السجن.
علاوة علي ذلك لديك الوعد لشيء أعظم حتي من الفردوس. هو لم يمنحك إياه بعد، لكي لا
يجعلك ليناً في هذا الوقت حيث يوجد صراع لكي تحارب، و لكنه لم يصمت حيال ذلك، خوفا
من أن تطرد بسبب كل أعمالك.
"أرتكب آدم خطية واحدة، و جلب علي نفسه الموت المؤكد. نحن نرتكب
آلاف الخطايا كل يوم. إذ كان بارتكاب خطية واحدة جلب علي نفسه مثل هذا الشر الرهيب
و أدخل الموت إلي العالم، فماذا يجب علينا، {نحن} الذين نعيش في الخطية باستمرار،
أنتوقع أن لا نعاني – نحن الذين بدلا من الفردوس ننتظر السماء؟ هذه رساله متعبة؛
أنها تُقلق الإنسان الذي يسمعها. أنا أعرف، لأني أشعر بها بنفسي. أنا مُضطرب
بسببها؛ تجعلني أرتعد. كلما أرى أن حساب الجحيم مؤكد ارتعبت و ذوبت من الخوف. لكن
يجب عليا أن أعلنها لكي لا نقع في الجحيم. ما تلقيته لم يكن الفردوس أو الأشجار أو
النباتات، لكن السماء و الأشياء الصالحة في السماء. الذي نال أقل هدية عُوقب و لم
يعطي أي اعتبار إليه؛ نحن قد أعطينا دعوة أعظم و أخطأنا أكثر. أليس ملزمين أن
نعاني أمور تتجاوز كل علاج؟
"تأملوا كم من الوقت خضع جنسنا إلي الموت بسبب خطية واحدة. أكثر
من خمسة آلاف سنة مروا و الموت بسبب خطية واحدة لم ينتهي حتي الآن. في حالة آدم لا
يمكننا أن نقول أنه سمع الرسل أو أنه قد رأي الأخرين يعاقبوا علي خطاياهم لذلك كان
يجب عليه أن يفكر مسبقا {بتعقل} أن يخاف و يَطّلِع علي التحذيرات من أمثلة الأخرين.
هو كان الأول و الوحيد في نفس الوقت؛ و علي الرغم من ذلك فأنه عُوقب. لكن أنت لا
يمكنك أن تطالب بأي من هذه الأشياء. لديك العديد من الأمثلة، لكنك فقط تزداد سوءاّ؛
قد وُهبت عطية الروح القدس العظيمة، لكنك مستمر في فعل ليس واحدة أو أثنين أو ثلاثة
لكن عدد لا يحصي من الخطايا. هل تعتقد أن الخطايا التي ارُتكبت في لحظة وجيزة سوف
يكون عقابها كذلك مسألة لحظة. ألا تري أن الناس الذين ارتكبوا سرقة واحدة أو فعل
زني واحد الذي قد حدث في لحظة وجيزة من الوقت غالبا يضطروا أن يقضوا كل حياتهم في
السجن أو في المناجم، يعانون باستمرار من الجوع و كل أنواع الموت. لا يوجد من يحرهم،
أو يقول كما أن الجريمة قد اِرتُكبت في لحظة وجيزة فيجب أن يكون العقاب يعادل
الجريمة في طول المدة التي تستغرقها.
"ولكن، سيقول أحدهم، ’إن الناس هم الذين يفعلون مثل هذه الأشياء؛
أما الله فهو محب للناس‘. الآن، أولاً وقبل كل شيء، {لا يمكننا أن نقول} إن حتي
الناس يفعلون هذه الأشياء بقسوة، ولكن في الجنس البشري. والله نفسه، مثلما أنه يحب
الناس، بنفس الأسلوب، فإنه يعاقب علي الخطايا. "كما أنه كثير الرحمة، هكذا هو
شديد العقاب" (سيراخ 16 : 12(13)). لذلك عندما تتحدث عن محبة الله
تجاه البشرية، فأنت تخبرني عن السبب الأكبر للعقاب، في الواقع هو خطايانا ضد هذا
الكائن {الله}. و هذا ما تشير إليه كلمات بولس. ’مخيف هو الوقوع في يد الله الحي‘(عبرانيين
10 : 31). أنا أسألكم أن تتحملوا القوة النارية للكلمات. لربما، نعم، ربما تحصل على
بعض العزاء. مَن مِن بين الناس يمكن أن يعاقب كما عاقب الله؟ عندما تسبب في غمر و دمار
كلي للجنس البشري؛ و بعد فترة وجيزة أمطر نارا من فوق ودمرها تمامًا. أي عقوبة إنسانية
يمكن أن نقارنها بذلك؟ ألم تُدرك أن هذه العقوبة هي فعليا لا تنتهي {في الأبدية}. لقد
مرت أربعة آلاف سنة، وعقاب أهل سدوم يبدوا هو الأعظم. لأن كما أن رحمته عظيمة فكذلك
عقوبته..."
عظة 9 :1-3 علي كورنثوس الاولي
St. John Chrysostom, Homily IX on Corinthians,
1-3. Translated in Maurice Wiles & Mark Santer (eds.) Documents in Early
Christian Thought, Cambridge University Press, 1977.
&Nicene and
Post-Nicene Fathers, First Series, Vol. 12, Homily 9: 1-3 .Edited
by Philip Schaff. (Buffalo, NY: Christian Literature Publishing
Co., 1889.)
--------------------
و ايضا يقول القديس ابومقار الكبير انه مالم تقبل النفس تقديس الروح في هذا العالم فإنها تحسب غير لائقة بملكوت :
[فيتعين علينا إذا أن نحب الرب، وتجتهد بكل وسيلة في سائر الفضائل، ونسأله بمداومة ومثابرة، لكي نقبل موعد روحه بالتمام والكمال، حتى تحيا نفوسنا ونحن بعد في الجسد. فما لم تقبل النفس تقديس الروح في هذا العالم بإيمان كثير وتوسل، وما لم تصر شريكة للطبيعة الإلهية و ممتزجة بالنعمة التي تمكنها من تکميل كل وصية بلا لوم وبنقاوة، فإنها تحسب غير لائقة لملكوت السماوات، لأن ما اقتناه أحد من صلاح منذ الآن، هذا عينه سيكون له حياة في ذلك اليوم، بواسطة الآب والابن والروح القدس إلى الدهور، آمين.]
عظة 44 : 9
-------
هل علم القديس إيرنيؤس بالخلاص الشامل ؟
بالتأكيد لأ .
[ المسيح سيأتي في نهاية الأزمنة لكي يبطل كل ما هو شرير،
ولكي يستعيد كل الخلائق، لكي ما تكون هذه نهاية كل الخطايا. ]
ده أولا : جزء من شذرة للقديس إيرنيؤس ( شذرة رقم 39)
يعني أحنا بنبني عقيدة ضد الكتاب المقدس و إجماع الآباء بتعليم من
شذرة أو قصاصة !
عموما الترجمة بحسب [ و نهاية
الزمان سوف يأتي ليبيد كل شر و يصالح كل الأشياء
reconcile { يعيد الشركة}، حتي يكون
لكل نجاسة نهاية.]
يقول ايضا القديس ايرينيؤس في قانون ايمان أشبه بقانون ايمان نقية:
[الكنيسة رغم إنتشارها في العالم كله حتى إلى أقاصي الأرض، قد استلمت من الرسل وتلاميذهم هذا الإيمان: (فهي تؤمن بإله واحد... يسوع ربنا وظهوره (الآتي) من السموات، في مجد الآب، يجمع كل شيء في واحد، وليقيم من جديد كل جسد الجنس البشري، لكي تجثو كل ركبة مما في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض لربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا يسوع المسيح، بحسب مشيئته الآب غير المنظور، ويعترف له كل لسان، وأنه سيجري دينونة عادلة للكل، وأنه سيرسل أجناد الشر الروحية، والملائكة الذين تعدوا وإرتدوا (عن الله)، مع الكفار، والظالمين والأشرار والنجسين من الناس، إلى النار الأبدية، ولكنه بفضل نعمته، يمنح الخلود للأبرار، والقديسين، والذين قد حفظوا وصاياه، وثبتوا في محبته، بعضهم منذ بداية حياتهم المسيحية)، وآخرين منقت توبتهم، ويمتعهم بمجد أبدي.]
ضد الهرطقات : الكتاب الاول - الفصل العاشر
فلا حديث هنا عند استعادة أشياء بمعني الخلاص
الشامل لكن بمعني أستعادة السيطرة و أنتهاء مملكة الشيطان ، كما أنه يقول أيضا في (شذرة
12) عن استعادة أرواح المنقلين لأجسادها عند القيامة : [ و لكن كما رحلوا في هذه
الحياة، في الخطايا أو في الأعمال الصالحة: ... و مثلما كانوا في عدم إيمان، سيدانون
بأمانة.]
فلماذا يدانون طالما الله سيخل كل شيء و كل الناس ؟
لكن: "ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذ
يجازي كل واحد حسب عمله." متي 16 : 27
عموما لم يعلم أحدا من الآباء بخلاف أوريجانوس بالخلاص الشامل( و قد يكون القديس غريغوروس النيصي يشتم من احدى كتابته رائحة هذه العقيدة الشنيعة- راجعThe great catechism 26 ). الذي
لم ينادي فقط بالخلاص الشامل ، لكن أيضا بالوجود المسبق للأرواح ، و سواء كانت هذه
فعلا أفكاره أو دُست في كتاباته فهي في نظر الكنيسة في الشرق و الغرب "بدعة و
هرطقة"
و ايضا معروف عن مار اسحق السرياني ( و هو تابع للكنيسة النسطورية- و نعتزر بميراثه النسكي فقط) انه علم بخلاص الشيطان .
للمذيد من أقوال الأباء عن عدم خلاص غير المؤمنين
تعليقات
إرسال تعليق