أقوال آباء ضد عقيدة "خلاص غير المؤمنين"

1- القديس كيرلس الكبير
في شرحه لقانون الأيمان يقول عن العلاقة الوثيقة بين الإيمان و الأعمال معا :
[لأن الإيمان الصحيح الذي لا يُسخر به بسبب ما له من بهجة التلازم مع الأعمال الصالحة ، هو يملئونا بكل صلاح و يظُهر أولئك الذين قد حصلوا علي مجد متميزّ ، و إن كان بهاء أعمالنا يبدو إنه لا يرتبط بالتعاليم الصحيحة و الإيمان الذي بلا لوم ، فإن هذه الأعمال لن تنفع نفس الإنسان ، بحسب رأيي ، فكما أن "الإيمان بدون أعمال ميت" يع 2 : 20 ، هكذا أيضا نحن نقول إن العكس صحيح ، و هكذا فليقترن الإيمان الذي بلا عيب و يشرق في أمجاد الحياة المستقبلية و بذلك نصير كاملين ... و أولئك الذين بسبب الجهل قد قللوا من قيمة امتلاك الإيمان المستقيم ممجدين حياتهم بسبب أعمال الفضائل يشبهون أناسا ذو ملامح حسنه في وجوههم و لكن نظرة عيونهم مصابه بتشويه و حَوَل]
رساله 55 : 2 ، 3
القديس كيرلس الكبير:
[أن الميراث والتسجيل في سفر الله لا يتم للجميع، لكنه بالحري يعطي للذين يقبلون الإيمان بالمسيح. فقد قال داود عن أولئك الذين لم يؤمنوا: ليمحوا من سفر الأحياء ومع الصديقين لا يكتبوا (مز ٩٩ :٢٨) ]
السجود و العبادة بالروح و الحق -المقال الرابع
2. القديس أوغسطينوس
[أحيانًا حتى الذين يسيرون حسنًا يجرون خارج الطريق. هكذا ستجدون أناسًا يعيشون حسنًا لكنهم ليسوا مسيحيين. إنهم يجرون حسنًا، لكنهم لا يجرون في الطريق. بقدر ما يجرون يضلون، لأنهم خارج الطريق. لكن إن جاء مثل هؤلاء إلى الطريق، وتمسكوا به كم يكون إيمانهم عظيمًا، إذ يسيرون حسنًا ولا يضلون! لكن إن لم يتمسكوا بالطريق، يا لشقاؤهم هم سلكوا حسنًا! كم يلزمهم أن ينوحوا. كان الأفضل لهم أن يتوقفوا في الطريق عن أن يسيروا بثبات خارج الطريق]
Sermon on N.T.Lessons, 91:4.
[لا يوجد عذر للذين يدعون جهلهم وصايا الله ، إذ لا يعفيهم من العقوبة ... " لأن كل من اخطأ بدون الناموس فبدون الناموس يهلك ، و كل من اخطأ بالناموس فبالناموس يدان" رو ٢ : ١٢ يبدو لي أن الرسول في قوله هذا لا يعني أن الذي في شره يجهل الشريعة يعاقب اكثر من الذي يعرفها إذ قيل عن الاول" يهلك" و عن الأخر "يدان" لكنه إذ كان يتكلم عن الامم و اليهود عند استخدامه هذين اللفظين ، فإن الأولين كانوا بغير ناموس و الاخرين استلموا الناموس، فمن يتجاسر و يقول أن اليهود الذين يخطئون في الناموس لا يهلكون ؟ ! فإذ قد رفضوا الإيمان بالمسيح و قد قال عنهم الرسول أنهم بالناموس يدانون ، و بدون ايمان في المسيح لا يقدر احد أن يخلص ، لهذا فدينونتهم بالناموس هي أنهم يهلكون ... يقول الرب في الإنجيل "العبد الذي يعلم إرادة سيده و لا يستعد و لا يفعل بحسب إرادته يضرب كثيرا . و لكن الذي لا يعلم و يفعل ما يستحق ضربات يضرب قليلا"(لو ٣ : ٤٧-٤٨ ) .
انظر كيف يكشف بوضوح أنه لأمر خطير أن يخطئ إنسان بمعرفة عن أن يخطئ في جهل . و مع هذا ليس لنا أن نحتمي تحت ظلال الجهل ، لأن هناك فارق بين أن تكون جاهلا و ان تكون غير راغب في المعرفة لأن الانسان الذي قبل عنه أنه" كف عن التعقل عن عمل الخير" مز ٣٦ : ٣ إرادته مخطئة ليس له حق الاعتذار بالجهل . و مع ذلك فالجهل لا يبرر احدا أو يعفيه من عقاب النار الأبدية ... و إنما ربما يخفف من العقوبة ، إذ لم يقل عبثا "صب غضبك علي الوثنين الذين لم يعرفوك" و "معطيا نقمةللذين لا يعرفون الله ٢ تس ١ : ٧ ،٨ ....]
النعمة و الإرادة الحرة - نسخة مترجمة للعربية ١٩٦٩ - ص ١٧-١٨
3- القديس يوحنا ذهبي الفم
[يعطي مسيحيو قرطاجنة اسمًا ممتازًا للأسرار عندما يقولون عن المعمودية أنها ليست سوي "الخلاص"، وسرّ جسد المسيح ليس إلاَّ "الحياة".
وكما أظن من أين أخذوا هذا إلاَّ من التسليم الرسولي الأول حيث كانت كنائس المسيح تعتمد عليه كأساس، لأنه بدون العماد والاشتراك في عشاء الرب يستحيل على الإنسان أن ينال ملكوت الله أو الخلاص والحياة الدائمة. هكذا يشهد له الكتاب المقدس بالأكثر... لأنه هل فِكْرُهم هذا بخصوص المعمودية وتعبيرهم عنها بالخلاص يختلف عما هو مكتوب "خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" ( تي 3: 5)، أو عبارة الرسول بطرس ]
On forgiveness of sins and Baptism 1 : 34.
[ "الذي إذ رفضه قوم إنكسرت بهم السفينة من جهة الإيمان أيضا" لاشك في ذلك لأن الذي يبتعد عن الحياة المسيحية يشكل لنفسه عقيدة تماثل عاداته، و من هنا يمكن أن نري كثيرين قد وقعوا في هوة من الشرور وضلوا حتي وصلوا إلي عبادة الأوثان، و حتي لا ينزعجوا من الخوف من الحياة المقبلة، فهم يحاولون إقناع أنفسهم بأن كل شئ بيننا كاذب. و كثيرون يحيدون عن الإيمان محاولين إخضاع كل شئ لتفكيرهم. من هنا يحدث الغرق . بينما الإيمان شبيه بسفينة لا تقتني و الذين يبتعدون عنها يغرقون بالضرورة.]
ذهبي الفم في تفسير تميوثاوس الاولي – عظة 5 – صفحة 62
و يقول أيضا :
[لأنه لهذا الغرض جاء ليحمل خطيّة العالم, التى لا يمكن إنتزاعها على نحوٍ آخر, إلا بحميم المعمودية, فمن لازم الضرورة أن الذى يرحل عن هذه الدنيا ولم يؤمن به سيكون حاملاً الإنسان العتيق, لأن من لا يشاء أن يُميت ذاته ويدفنها بالإيمان بربنا, فإنه عند موته وذهابه إلى هناك, سيقاسى عقوبات خطاياه الأولى, ولهذا المعنى قال: " الذي لا يؤمن قد دين", إذ أنه يرحل من ههنا ليس مُطالباً بأنه لم يؤمن فحسب, بل لكونه حاملاً خطاياه الأولى.]
و يقول أيضا :
[لأنه لهذا الغرض جاء ليحمل خطيّة العالم, التى لا يمكن إنتزاعها على نحوٍ آخر, إلا بحميم المعمودية, فمن لازم الضرورة أن الذى يرحل عن هذه الدنيا ولم يؤمن به سيكون حاملاً الإنسان العتيق, لأن من لا يشاء أن يُميت ذاته ويدفنها بالإيمان بربنا, فإنه عند موته وذهابه إلى هناك, سيقاسى عقوبات خطاياه الأولى, ولهذا المعنى قال: " الذي لا يؤمن قد دين", إذ أنه يرحل من ههنا ليس مُطالباً بأنه لم يؤمن فحسب, بل لكونه حاملاً خطاياه الأولى.]
تفسير إنجيل يوحنا - عظة رقم 53
[بدون روح الله يكون الجسد ميتاً، عادم الحياة، وعاجزاً عن أن يرث ملكوت الله...ولكن حيث يكون روح الآب، هناك يكون الإنسان حيّاً...ويصير الجسد ميراثاً للروح، وكأنَّه قد نَسِيَ كيانه الخاص، واكتسب صفات الروح، وتشبَّه بشكل كلمة الله....لذلك قيل: كما أنَّنا بدون الروح السماوي، كنَّا نسلك فيما مضى في الجسد العتيق، وكنَّا غير طائعين لله؛ هكذا الآن بعد أن قبلنا الروح، ”فلنسلك في جدَّة الحياة“ (رو 4:6)، ولنكن مطيعين لله. إذن فنحن بدون روح الله، لا نستطيع أن نخلص]
ضد الهرطقات - الكتاب الخامس: فصل 9 - فقرة 3
4-القديس إيرينيؤس على ضرورة نوال عطية الروح القدس:
[بدون روح الله يكون الجسد ميتاً، عادم الحياة، وعاجزاً عن أن يرث ملكوت الله...ولكن حيث يكون روح الآب، هناك يكون الإنسان حيّاً...ويصير الجسد ميراثاً للروح، وكأنَّه قد نَسِيَ كيانه الخاص، واكتسب صفات الروح، وتشبَّه بشكل كلمة الله....لذلك قيل: كما أنَّنا بدون الروح السماوي، كنَّا نسلك فيما مضى في الجسد العتيق، وكنَّا غير طائعين لله؛ هكذا الآن بعد أن قبلنا الروح، ”فلنسلك في جدَّة الحياة“ (رو 4:6)، ولنكن مطيعين لله. إذن فنحن بدون روح الله، لا نستطيع أن نخلص]
ضد الهرطقات - الكتاب الخامس: فصل 9 - فقرة 3
5- القديس مارفلكسينوس اسقف منبج
سكني الروح القدس للقديس مارفلكسينوس اسقف منبج - ترجمة نانسي مجدي - مراجعة و تقديم ابونا تادرس يعقوب ملطي - ص ١٢: ١٤
[ففي وسط الوثنين الذين يعبدون الاوثان و الاشياء المصنوعة و من بين الفلاسفة الذين صنعوا لأنفسهم اسما بين اليونانيين توجد فضائل عديدة يمكن اكتشافها ، ففي بعض الحالات يوجد العدل او الإستقامة ، بل يوجد رجال انتصروا علي لذات الجسد او لعنوا محبة المال و في اخرين يمكن ان نجد الحنان كعاطفة طبيعية ، و لكن كل تلك الاشياء التي وجدت فيهم كانت أشياء رفضها الشيطان الذي يعبدونه . و الان لا يرغب الشيطان ان يعرف اي احد من اتباعه ( عبيده) بفضائل صالحة ، فحتي هؤلاء لم يفعلوا ذلك ، لانهم بتلك الفضائل صاروا متمردين ضده .و لا يمكن القول انهم رفضوا الشيطان و عرفوا الله فقط ،لأنهم اقتنوا تلك الفضائل ، بل بالرغم من أن تلك الفضائل توجد فيهم إلا انهم لا يزالوا يوصفون كوثنين و عبدة للشيطان ، لأنهم في الحقيقة لم يرفضوا الشيطان و يقبلوا علي معرفة الله.]
6- القديس كيرلس الأورشليمي
[من لا ينال المعمودية لا يتمتع بالخلاص، اللهم إلا الشهداء الذين يتقبلون الملكوت حتى بدون ماء. لأنه عندما طُعن المخلص في جنبه لخلاص العالم بصليبه أفاض دمًا وماء، لكي يتعمد من هم في زمن السلم بالماء، ومن هم في وقت الاستشهاد بدمهم.]
القمص تادرس يعقوب ملطي - القديس كيرلس الأورشليمي ( حياته - مقالاته لطالبي العماد - الأسرار ) - المقال 3 : 10
7- القديس أبو مقار الكبير ( مقاريوس)
[ ومع ذلك فإن استئصال الخطية والشر الساكن فينا فهذا لا يمكن تحقيقه إلاّ بواسطة القوة الإلهية.العظة ٣ ف ٤
فإنه ليس مستطاعًا للإنسان ولا هو في إمكانه وطاقته أن يستأصل الخطية بقوته الخاصة، وإنما في قوتك أن تصارع ضدها وتحاربها، وأما استئصالها فهذا عمل الله.
لأنه لو كان مستطاعًا للإنسان أن يستأصلها في حاجة كانت تدعو إذن {فلماذا جاء} الرب إلى العالم؟ فكما أن العين لا تستطيع أن تنظر بدون نور، وكما أن الإنسان لا يستطيع أن يتكلم بدون لسان، أو يسمع بدون آذان أو يمشى بدون قدمين، أو يعمل بدون يدين، هكذا لا يستطيع الإنسان أن يخلص بدون يسوع وبدونه لا يستطيع الدخول إلى ملكوت السموات.]
كتاب : عظات القديس مقاريوس الكبير - ج1 - عصر نيقية وما بعد نيقية - القمص تادرس يعقوب ملطى
8- الانبا شنودة رئيس المتوحدين
[لايوجد طريق أخر للدخول إلي السماء إلا الكنيسة الوحيدة التي أمر الله أن تخافها و تطهر منها الخطاة ، لأنه في ذلك يغضب في كل حين قائلا : "يا صديق كيف دخلت هنا دون أن يكون عليك ثياب العرس؟ "]
يوسف حبيب - مقتطفات من عظات التوبة للقديس العظيم الأنبا شنودة رئيس المتوحدين عن أقدم الوثائق الأثرية باللغة القبطية الجزء الأول ، ص 110
تعليقات
إرسال تعليق