أقوال أباء عن طبيعة عذاب النار أو جهنم
ما هو طبيعة العذاب في الجحيم أو جهنم ، هل
فعلا النار و الدود الذي لا يموت كلها مجازات و جهنم هو فقط حرمان من الحب الإلهي
؟
ما هي الإجابة الكتابية و الآبائية علي هذا
السؤال ؟
ملحوظة : [ المقصود بلفظ الجحيم هنا أو جهنم
هو مكان العذاب الأبدي للأشرار ، و ليس الحالة المتوسطة للروح بين الموت و
القيامة العامة ]
أولا : الكتاب المقدس
ذكر أن العذاب هو للجسد و النفس معا" فإن كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها وألقها عنك، لأنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم." مت 5 : 29
" لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد و لكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم" مت 10 :28
" فاللسان نار! عالم الإثم. هكذا جعل في أعضائنا اللسان، الذي يدنس الجسم كله، ويضرم دائرة الكون، ويضرم من جهنم. " يع 3 : 6
"في يوم الدينونة يجعل النار والدود في لحومهم فيبكون ألما إلي الآبد" يهوديت 16 : 17
"تُفْتَةَ" مُرَتَّبَةٌ مُنْذُ الأَمْسِ، مُهَيَّأَةٌ هِيَ أَيْضًا لِلْمَلِكِ، عَمِيقَةٌ وَاسِعَةٌ، كُومَتُهَا نَارٌ وَحَطَبٌ بِكَثْرَةٍ. نَفْخَةُ الرَّبِّ كَنَهْرِ كِبْرِيتٍ تُوقِدُهَا" إش ٣٠ : ٣٣
"إِذْ هُوَ عَادِلٌ عِنْدَ اللهِ أنَّ الَّذِينَ يُضَايِقُونَكُمْ يُجَازِيهِمْ ضِيقًا، وَإِيَّاكُمُ الَّذِينَ تَتَضَايَقُونَ رَاحَةً مَعَنَا، عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ الرَّبِّ يَسُوعَ مِنَ السَّمَاءِ مَعَ مَلاَئِكَةِ قُوَّتِهِ، فِي نَارِ لَهِيبٍ، مُعْطِيًا نَقْمَةً لِلَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ اللهَ، وَالَّذِينَ لاَ يُطِيعُونَ إِنْجِيلَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ،الَّذِينَ سَيُعَاقَبُونَ بِهَلاَكٍ أَبَدِيٍّ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ وَمِنْ مَجْدِ قُوَّتِهِ" ٢ تس ١: ٦-٩
كل هذه الآيات تتحدث عن جهنم ، بشكل مادي +
نفسي + روحي
لكن هل يُفهم من هذه الآيات أي شيء مجازي ،
أو تصويري ! ، هل ذكر الآباء أي شيء عن هذه النقطة .
ثانيا : رأي الآباء
1- القديس يوحنا ذهبي الفم وهو من أكثر الآباء الذين تكلموا
عن جهنم .
يفرق القديس يوحنا بين نوعين من العذاب ، هو
عذاب جهنم ، بالإضافة إلي الحرمان من محبة الله وهو الأكثر إيلاما .
[ و حتي إن لم يوجد هناك جحيم ، فيجب أن نفكر كم سيكون
العقاب عظيما عندما تُطرد بعيدا عن الله و تذهب مهانا من أمامه ... تأمل ماذا
سيكون عندما نحترق هناك مع أشرار المسكونة كلها بدون أن نراهم أو يروننا ، متخيلين
أننا بمفردنا ، برغم وجودنا بين هذا الحشد الكبير . الظلمة و غياب النور سوف لا
يجعلنا نميز أولئك الذي سوف يوجدون بالقرب منا ، لكن كل واحد سيكون له انطباع خاص
به و سيعاني بمفرده ][1]
[أعرف أن الكثير يرتعب من الجحيم ، لكني أقول لكم ، إن
السقوط من مجد السموات هو أشد عقوبة و أكثر مرارة من الجحيم {لاحظ أنه يميز بين
النوعين} ..... لطالما يقول إن الأسوأ من الكل هو أن يُحرم المؤمن من مجد المسيح .
هكذا ما سنعرفه حقا عندما نبتلي بهذه المصيبة . بالتأكيد نحن نطلب من ابن الله
الوحيد ألا نعاني أبدا من مثل هذه الكارثة ، و ألا نذوق هذا العقاب الذي لا يستطيع
الخاطئ أن يهرب منه . الجحيم و جهنم هما غير مُحتملين بالتأكيد ، و لكن إن أضفت
آلاف الجحيمات لن تستطيع أن تعبر عن كم هو مرعب أن يفقد الإنسان مجد المسيح ، و
تبتعد عن المسيح ][2]
تكلم القديس يوحنا بوضوح عن وصف عذاب الجحيم بانه مادي و كيف انها نار حارقة و مظلمة و مؤلمة فيقول :
[إن نار جهنم هي مظلمة وبدون ضوء. وهذا ما يزعجنا ويزعزعنا بالأكثر، إذ بالرغم من أنها تحرقنا بفظاعة إلا أنها لا تنطفيء وليس لها ضوء منير. ووجود الظلمة فقط يسبب اضطرابا وزعزعة للنفس، فماذا سيحدث عندما يكون مع هذه الظلمة أوجاعا كثيرة، ونارا مضطرمة؟ لا تظن أنه بسبب أن جهنم تدعى نارا، فإنها تشبه النار التي نعرفها، لأن النار التي نعرفها عندما تحرق الشيء تلتهمه وتقضي عليه تماما ثم تنطفئ، أما نار جهنم عندما تلتهم أولئك تحرقهم حرقا مستمرا بدون أن تنطفيء، لأن هذه النار سوف تجعل الخطاة غيرفاسدين، لا لتكرمهم، بالتأكيد ، بل لكي يكون لها إمكانية أن تعذبهم عذابا أبديا. ولذا فهي تدعى "لا تطفأ "]
الدينونة العتيدة – للقديس يوحنا ذهبي الفم – ترجمة د.جورج عوض إبراهيم – الطبعة الاولي مارس 2013 – ص 15-16
2- القديس باسيليوس يتحدث عن طبيعة نار جهنم الحارقة في
تعليقه علي عبارة "صوت الرب يقطع لهيب النار" ( مز 28 : 6 ) : [ النار المعدة لعقاب إبليس و ملائكته تنقسم
بصوت الرب ، إذن هناك كثافتين للنار ، واحدة للحرق و الأخرى للإنارة ، ضراوة و
عقاب خاصية النار ينتظر أولئك المستحقين الحرق ، بينما الجانب المضيء و المتلألئ
ربما مخصص لمتعة لأولئك الذين يبتهجون .لذلك ، صوت الرب يقسم النار و يخصصها ،
لذلك نار العقاب مظلمة ، لكن نور حالة الراحة يبقي غير قادر علي الحرق ] .[3]
و يتضح هنا أن القديس باسيليوس يشير إلي نار حارقة ، و لا يشير مطلقا إلي أنها
حرمان من الحب الإلهي فقط .
كما يصف القديس باسيليوس الكبير درجات الجحيم
باعتباره حقيقية و ليست نفسية أو مجرد حالة فيقول : [ بهذا الاعتراف ، نعتقد أن
الكلمات ، أنه سيضرب بقليل من الضربات ، وسيضرب بالعديد { ربما يشير هنا إلي
" الذي لا يعلم ، و يفعل ما يستحق ضربات ـ يضرب قليلا . فكل من أعطي كثيرا
يطلب منه كثيرا ، و من يودعونه كثيرا يطالبونه بأكثر" لو 12 : 38 – راجع أيضا
"إن كان أحد يزيد علي هذا ، يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب
" رو 22 : 18} ، لا تدل على المدة بل اختلف في طبيعة العقوبة. لأنه إذا كان
الله قاضياً عادلاً ، ليس فقط لكل للأبرار ( الخيرين) ولكن أيضًا للأشرار ، وفقًا
لأعماله ، يمكن للمرء أن يستحق النار التي لا يمكن إطفاؤها ، و مع ذلك قد تكون تلك
من قوة حرق أرق أو أشد ؛ و واحدة من الدود التي لا يموت ، و مع ذلك يمكن أن واحدة
تسبب ألما أخف أو أكثر حدة وفقا لإهماله ؛ وقد يستحق المرء جهنم ، و مع ذلك يمكن لجهنم
ببساطة أن تكون له عقوبات مختلفة ؛ و أخر من الظلمة الخارجية ، حيث قد يكون البعض
في يبكي بمفرده ، والبعض الآخر أيضًا في صرير الأسنان ، بسبب شدة الآلام. وهذا
الظلام الخارجي يشير بوضوح إلى أن هناك ظلمة داخلية أيضًا. والتعبير في الأمثال
{ربما يقصد "أن في أعماق الهاوية ضيوفها" أم 9 : 18 راجع أيضا أيوب 11 :
8 } ، عمق جهنم ، يظهر أن البعض في جهنم ، ولكن لا يتحملون عقوبة أخف في عمق جهنم ][4]
فكيف يمكن أن يكون هناك حرمان أقل و حرمان
أكثر من مجد الله !
يتحدث أيضا عن عقاب النفس بالجسد معا . فيقول
عن معني يشطروا إلي شطرين ( مت 24 : 21 ) تعني حرمانهم من الروح القدس و ليس عقاب
جزء من الإنسان : [الذين أحزنوا الروح القدس بسلوكهم الشرير ، و لم يستثمرون ما
أعطى لهم، سوف يُحرَمون من الذي أخذوه، أو تعطى النعمة التي كانت عندهم لآخرين، أو
حسب تعبير واحد من الإنجيليين الأربعة سوف يُشطَرون إلى شطرين ( مت 24 : 21 ) ،
والشَّطَرُ يعني الانفصال التام عن الروح. لأن هذا التعبير لا ينطبق على الجسد،
فهو لا يُشطر حسب الخرافات السائدة، فقسمٌ منه يخلص، وقسمٌ منه يُلقى للعذاب،
فالقاضي العادل لا يقاضي الجزء بينما الكل مخطئ. وكذلك النفس لا تُشطَر إلى شطرين،
بل النفس بجملتها هي التي تملك الإرادة الخاطئة، وتستعين بالجسد لعمل الشر. ولكن
الشَّطرَ إلى قسمين -كما ذكرت- هو الانفصال التام للنفس عن الروح القدس ][5]
3- القديس غريغوريوس النيسي
بنفس المفهوم نجده عند القديس غريغوريوس
النيسى يؤكد علي أن النفس لن تدان بمعزل عن الجسد: [ من المحال أن تشرع النفس و هي
منفصلة عن الجسد في السرقة ، أو في تدنيس المقدسات ، و لا أيضا تقدم وحدها خبزاً
للجائع و لا تعطي ماءً للعطشان ، و لا تدوم علي زيارة المسجونين ، بلا كلل ، لكي
ترعي البائسين ، لكن في كل الأمور ، يعملان معاً بلا انفصال ، الواحد مع الآخر
يشاركان في الأفعال و الأعمال . بما أنا الأمر هكذا ، و لأنك مقتنع بالدينونة عن
الأعمال التي عملناها في هذه الحياة ، فكيف إذن تنفصل النفس عن الجسد وتُقصر
الدينونة علي النفس فقط ، بينما كل ما حدث قد تم باشتراكهما معاً في كل فعل ؟ إذا
فالنفس لن تُدان بمعزل عن الجسد ، لكن الإنسان كله ( نفسا و جسداً) سيخضع للدينونة][6]
4- القديس كيرلس
الاورشليمي
نفس مبدأ فكرة ضرورة اتحاد الجسدي بالنفس
نجده عند القديس كيرلس الأورشليمي يقول :[
إننا لا نعمل شيئا بدون الجسد . إننا بالفم
نجدف ، و بالفم نصلي . بالجسد نرتكب الزني ، و بالجسد نحفظ العفة , باليد نسرق ، و
باليد نعطي الصدقات . و بالباقي هكذا . إذن ، فحيث إن الجسد كان خادمنا في كل
الأمور ، فإنه سيقتسم معنا في المستقبل ثمار الماضي]
[ و لذلك فإننا سوف نُقام جميعاً بأجساد أبدية ، و لكن ليس
الكل بأجساد متشابهة . لأنه إن كان الإنسان باراً فسوف يتسلم جسدا سماوياً حتي
يكون قادراً علي أن يقف متحدثا باستحقاق مع الملائكة . و لكن إن كان الإنسان
خاطئاً فسوف يتسلم جسدا أبدياً مهيأ لأن يتحمل عقوبات الخطايا ، حتي يحترق أبديا
بالنار ، دون أن يفني قط][7]
يتضح أنه هنا ليس فقط يتحدث عن عذاب الجسد بل
يشير إلي احتراق الجسد دون أن يفني ، و هنا هو لا يشير بأي حال من الأحوال ، أن جهنم
حالة نفسية أو حرمان من الحب الإلهي فقط .
5-
القديس أوغسطينوس
نفس مفهوم اتحاد الجسد بالنفس نجده أيضا عند
القديس أوغسطينوس الذي يتحدث عن أجساد المنتصرين بانها لن تبقي خاضعة للألم : [ إن
التغيير لن يكون في جوهر الجسد . و إنما يقام جسما روحانيا بمعني أنه سيكون في
خضوع تام للروح . وهكذا سيقوم مترفعا عن كل كسل و ضعف و ألم
]
إذن فالعقاب سيكون للجسد و النفس معا كما قال
الآباء وليس هو عقاب نفسي فقط أو حرمان من محبة الله فقط ، بل أيضا ألما للجسد.
القديس أوغسطينوس يشير إلي النوعين من العذاب
معا ( الجسدي و النفسي )
و عن طبيعة النار الأبدية يقول القديس
أوغسطينوس أيضا : [ أن الدود الذي لا يموت الذي يتكلم عنه النبي ( إش 66 : 24 )
يمكن تفسيره مجازيا علي أنه نخر عذاب تبكيت الضمير .. و لا مانع من أن تكون النار الأبدية
في جهنم ذات طبيعة حارقة يتعذب بها الأشرار بأجسادهم و أرواحهم ، و تتعذب بها
الشياطين في نفس الوقت ، و هي أرواح بلا أجساد ، أو هي أرواح بأجساد أثيرية][8]
لاحظ أنه يشير إلي عذاب الشياطين كأرواح فقط
، و عذاب الأشرار للنفس و الجسد معا
6-(
العلامة) لكتنتيوس [الكتابات المقدسة تخبرنا
عن الطريقة التي سيخضه بها الأشرار للعقاب .لأنه قد ارتكبوا الخطايا في أجسادهم ،
سوف يلبسون أجسادهم مرة أخري ، لكي يكفروا في أجسامهم ؛ ومع ذلك الجسد الذي البس
به الله الإنسان ، لن يكون مثل جسد السابق ، لكن آبدي ، و مستمر إلي الآبد ، هذا
ربما يكون في إمكانه أن يصمد أمام التعذيب و النار الأبدية ، طبيعتها (النار الأبدية)
مختلفة عن نارنا ،التي نستخدمها في أغراض الحياة الضرورية ، التي تكف عن أن تشتعل
لو لم تُمد بالوقود من بعض المواد . لكن هذه النار الإلهية تستمر دائما بنفسها ، و
تشتعل بدون إي إمداد أو إي دخان ممزوج بها ، لكنها شفافة و سائلة و مائعة ، علي
غرار نموذج الماء] .[9]
7- القديس هيبوليتس الروماني
[بالمثول أمام
دينونة {المسيح} ، الجميع ، الناس ، الملائكة ، و الشياطين ، يصرخون بصوت واحد ،
سيقولون: "أسوف ندان أخيرا!" وسيظهر بر النائحين { أي بكاء الأبرار لأجل
الأشرار مثلما يقول في المزمور "جداول مياه جرت من عيني لأنهم لم يحفظوا
شريعتك" مز 119 : 137} في مجازاتهم . للذين عملوا الصالحات ، الحياة
(الممتعة) الأبدية ؛ بينما لمحبي الشر العقاب الأبدي . ينتظر أولئك النيران التي
لا تطفأ والتي لا تنتهي ، ودودة ملتهب معين لا يموت لا يبدد الجسم لكن يندفع بقوة
من الجسم بألم لا ينقطع . لا نوم سوف يعطيهم راحة ؛ لا ليل سوف يخفف من آلامهم ؛
لا موت سينقذهم من العقاب ؛ لا استغاثة من الأصدقاء الوسطاء {المتشفعين} سوف
يفيدهم ].[10]
8-القديس هيلاريه
أسقف بوتيه في تعليقه علي (متى 5 :12) أن النار ستكون مادية
physical
[بالتالي لن يكون
هناك راحة للوثنيين ولا بداية الموت ستجلب السلام الذي يريدونه. وبدلاً من ذلك ،
فإن أجسادهم مقدر لها أن تعاني إلى الأبد لأن عقابهم بالنار الأبدية ستكون جسدية
{مادية physical}. ما يقاسوه ، إلى جانب كل شيء آخر معد إلي الآبد ، لن
يكون له نهاية. و لو أعطي الوثنيون جسدًا مخصصًا للأبدية من أجل أن يعاني نار
الدينونة ، فكم هو عظيم عدم تقوي أولئك القديسين الذين يشكون في مجد الأبدية لأن
العقاب الأبدي مؤكد للخطاة! ][11]
9-
القديس غريغوريوس النزيانزي يتكلم أيضا عن
نوعين من النار ( نار مطهره ، و نار عقوبة ) فيقول: [ لذلك أنا أعرف نار مُطِهره
التي سوف يرسلها المسيح علي الأرض ، و هو بنفسه يسميها نارا بشكل تناظري . هذه
النار تزيل أي شيء دنيوي و له عادة شريرة ؛ يرغب أن يتضرم ( يشتعل ) في بكل سرعة ،
مسرعا في أن يفعل فينا الخير ، لأنه يعطينا حتى جمر النار لمساعدتنا.
أعرف أيضا نارا ليست مُطهِره ، لكن انتقام :
كتلك نار سدوم التي يسكبها علي كل الخطاة ، ممزوجة بالكبريت و العواصف ، أو تلك التي
مُعدة لإبليس و ملائكته أو تلك التي تخرج من وجه الله ، و تحرق كل إعدائه المحيطين
به ; و واحدة حتي أكثر خوفا من هؤلاء ، و نار لا تنتهي المتسقة مع الدود الذي لا
يموت لكنها أبدية للأشرار . لأن كل ذلك ينتمي إلي القوة المهلكة ; لذلك قد يفضل
البعض حتي في هذا الموضع أن يأخذ نظرة أكثر رحمة لهذه النار ، استحقاقا منه أن
يعاقب ( أو يُوبخ بشدة) ][12]
10-
القديس جيروم
رفض فكرة رمزية العقاب و صرح بأنه من يدعي
ذلك هو مخادع و يزيد من عقاب الأشرار فيقول :
[هناك الكثيرين
الذين يقولون انه ليس هناك عقاب ( دينونة) مستقبلا عن الخطايا و لا حتي تطبيق أي
عذاب خارجي {أو ظاهري } ، لكن هذه الخطية نفسها و إدراك الذنب بمثابة عقاب ، حيث
الدود في القلب لا يموت ، و النار نوعية في العقل ، مثلا الحمى إلي حد كبير ....
هذه الحجج و الأوهام المحتالة ليست سوي كلمات تافهة و فارغة. تبدوا كأنها بلاغة
مؤكدة في الكلام لكنها تعمل فقط علي خداع الخطأة ، و إذ صدقوها فإنها فقط تزيد من
عبء العقاب الأبدي الذي يستحملونه معها][13]
11- العلامة أوريجانوس
جنح العلامة أوريجانوس كعادته و نادي في رمزية
عذابات جهنم وهو عموما له رأيه الخاص و المنفرد في الجسد المقام و القيامة و
الجحيم [ للتفاصيل أكثر عن أوريجانوس يمكن الرجوع لكتاب ( الكتاب الرابع – أحداث المجيء
الثاني – القس شنودة ماهر إسحق – الطبعة الثالثة ص 66 و ما بعدها )] ، وعموما قد
تم حرم تعاليم أوريجانوس في المجمع المسكوني الخامس( المجمع القسطنطينية الثاني
553 ) ( لم تشارك كنيستنا القبطية في هذا المجمع
) .
12-
القديس أمبروسيوس
هو الوحيد من الآباء ( بخلاف أوريجانوس )
الذي رفض مادية عذاب جهنم قائلا : [ "لا صرير أسنان جسدي ، ولا حتي حريق جسدي
دائم، و لا دود جسدي" لكن طبيعة {خصلة – صفة} معرفية إلي الله"][14]
الخلاصة
1. من صلاح و عدل و عناية الله بنا أنه يعاقب الأشرار.
2.سوف نقوم بأجساد
روحية ممجدة للأبرار ، و أخري مناسبة لجهنم .
3.طبيعة نار جهنم
تختلف عن النار التي نعرفها فهي لا تتوقف و لا تنتهي ولا تستهلك أجسادنا.
4.و مع ذلك فإن نار جهنم
تحرق و تؤلم و تعذب بشكل لا يمكن تصور فظاعته.
5.بالإضافة إلي عذاب
الحرمان من محبة الله و هو أعظم وأشد من عذاب جهنم.
6.يجب تذكر عذاب جهنم
لأنه يفيد لبعض الناس في التوقف عن الخطية .
[1] القديس
يوحنا ذهبي الفم - الدينونة العتيدة – ترجمة د.جورج عوض إبراهيم
– الطبعة الأولي مارس 2013 – ص 14 ، 15
[2] المرجع السابق – ص 30 ، 31
[3]
The fathers of the church a new translation . v.46 . translated by sister Agnes
Clare Way, C.D.P. On Psalm 28.6 .PG.206
[4]
Basil The Great – BY RICHARD TRAVERS SMITH, B.D. (1879): ch xi- THEOLOGY—QUESTIONS
OF THE DAY- PG.137-138
[6] قيامة الجسد ، ترجمة د.سعيد حكيم ، المركز
الأرثوذوكسي للدراسات الآبائية بالقاهرة ، إبريل 2004 ، ص 29 – 31
[7] القديس كيرلس الأورشليمى : محاضرات للموعوظين ( 18 :19 )
– عن كتاب د. إميل ماهر : أحداث المجئ الثانى ، مارس 1996 ، ص31 ، 32 .
[8] الشماس الدكتور إميل ماهر : أحداث المجئ
الثاني ، الكتاب الرابع مارس 1996 م ـص 101 ، 103
[9]
Lactantius - Divine Institutes, Book VII , ch 21
[10]
The faith of the early fathers . v1. By W,A,JURGENS - St. Hippolytus of Rome
Against the Greeks 3 . p 172
[11]
St. Hilary of Poitiers ca. 300-368 (On Matthew 5.12)
[12]
Orations 40:36 . Philip schaff, D.D., L.D.D., and Henry Wace, D.D.D, eds,
Gregory of nazaianzen, vol. VII of Nicene and post-Nicene Fathers of the
Christian church.( new york : 1904), p.373.
[13]
St. Jerome – Jurgens, Vol. 2, Commentary on Ephesians, pg. 193
[14]
Ambrose, Comm. on Luke 7.204
تعليقات
إرسال تعليق