الإفخارستيا- ماهي ؟
أ. جسد و دم حقيقي
إن القربانة و عصير الخمر ماهم بخبز عادي ولا عصير كرم عاديا ، بل هما جسد ودم حقيقي للمسيح، في شكل القربانة و عصير العنب
"جسدي مأكل حق، و دمي مشرب حق" يو 6 : 55
ولا يفوت علينا أن حق= حقيقي
و هي باليوناني [ἀληθής (alēthēs)] و تعني حقيقي ، فعلي true ,indeed .
لقد وهب المسيح جسده للكنيسة المتمثلة في تلاميذه ال 12 قائلا:
"هذا كلوا هذا هو جسدي... هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يُسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا" متي 26 : 26،28
وفي القداس يعلن الأب الكاهن٣ مرات انه جسد و دم حقيقي للمسيح الهنا و يرد الشعب في كل مرة: آمين آمين و في الثالثة يقول آمين اؤمن : أمين تي ناهتي
----------------------------------
الكاهن: جسد مقدس، ودم كريم حقيقي، ليسوع المسيح ابن إلهنا. آمين.
الشعب يرد: آمين
مقدس وكريم، جسد ودم حقيقي، ليسوع المسيح ابن إلهنا. آمين.
الشعب يرد: آمين.
الكاهن: جسد ودم عمانوئيل إلهنا، هذا هو بالحقيقة. آمين.
الشعب: حقاً أؤمن. (بحسب القداس الباسيلي)
--------------------------------
و لا يكتفى بذلك بل يكرر ثانية في صورة اعتراف أو شهادة معلنا بصوت جهوري :
آمين. آمين. آمين. أؤمن. أؤمن. أؤمن. واعترف إلي النفس الأخير. أن هذا هو الجسد المحيي، الذي أخذه ابنك الوحيد الجنس، ربنا ......] (بحسب القداس الباسيلي)
و يرد الشماس عليه نيابة عن كل الشعب:
آمين. آمين. آمين. أؤمن. آؤمن. آؤمن. أن هذا هو بالحقيقة. آمين. اطلبوا ....] ( بحسب القداس الباسيلي)
-----------------------------------------------
و وفقا لليتورجيا الاثيوبية المنسوية للبابا أثناسيوس :
لايعتقد أحدا عندما يأكل من هذا الخبز انه يأكل مجرد لحما (جسدا) بدون دم او روح. لايعتقد أحدا عندما يشرب من هذا الكأس انه يشرب مجرد دم بدون جسد و روح؛ لكن واحد هو الجسد، و الدم و الروح.
مثلما إلوهية الرب إلهنا اصبحت واحد مع بشريته.
انافورة القديس اثناسيوس - بحسب الليتورجية الإثيوبية - 151 :153
ب.لماذا نسميها إفخارستيا؟
إفخارستيا يعني شكر، شكر علي ما؟
بمجرد جلوس المسيح مع تلاميذه ليأكلوا الأفخارستيا، ليله ألامه، الخميس قال:
«شهوة اشتهيت أن آكل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم" لو 22: 15
و بمجرد مسك الخبز شكر حسبما يخبرنا لوقا البشير، "وأخذ خبزا وشكر وكسر وأعطاهم قائلا: «هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم. اصنعوا هذا لذكري»." (لو 22: 19.
شكر لأنه كان يشتهي من وقت خطية آدم و إنفصاله عن الله، أن نجتمع معا مرة تانية، الشيء الذي لم يكن ليحدث دون آلام و صليب المسيح.
و شكر أيضا، نيابة عن كل البشر، شكر الله الآب لأنه تحنن و قبلنا مرة أخري، و حقق وعده القديم بأن رأس المرآه يسحق رأس الحية.
و المسيح أمرنا أن نصنع هذا "لذكري"؟
فما معني "ذكري" هنا [ἀνάμνησιν (anamnēsin)] وهي تعني تذكر مستمر، أو حضور مستمر لنفس الحدث ، و كأننا واقفين أمام نفس ذبيحة الصليب وليس غيرها، فهو تعبير ليس له مقابل في أي لغة في العالم. فالكنيسة عندما تقدم الإفخارستيا هي فوق مستوي الزمن ، و بتالي كل قداس لا يقدم ذبيحة جديدة، بل نفس ذات ذبيحة المسيح علي الصليب، فكل قداس هو امتداد لنفس ذبيحة الصليب التي حدثت مرة واحدة فقط.
و الدليل علي ذلك قول الأب الكاهن:
فيما نحن نصنع ذكر نزولك علي الأرض، وموتك المحيي، وقبرك ثلاثة أيام وقيامتك من الأموات، وصُعودك إلي السموات، وجلوسك عن يمين أبيك. وظهورك الثاني الآتي من السموات، المخوف المملوء مجداً.
كيف نصنع ذكرى ظهوره الثاني المخوف! ، و هو لم يحدث حتي وقتنا هذا، إليس هذا دليل واضح أن القداس ليس له علاقة بالزمن ، القداس فوق الزمن .
يقول دكتور الأفخارستيا Doctor Eucharistiae القديس يوحنا ذهبي الفم:
["هل لأن الذبيحة تُقدَم في مواضع كثيرة يوجد مسحاء كثيرون؟!
لا، بل هو مسيح واحد، موجود في كل موضع، بكماله موجود هنا، وبكماله هناك، هو جسد واحد.
إن كان يُقدم في مواضع كثيرة، لكنه جسد واحد وليس أجساداً كثيرة. وهو ذبيحة واحدة.
هو نفسه رئيس الكهنة، يقدم الذبيحة التي تطهرنا]
In Hebr, hom 17: 6, 7.
المراجع:
الكتاب المقدس
خولاجي الكبير للقمص عبد المسيح مينا المسعودي
المسيح في سر الأفخارستيا- القمص تادرس يعقوب ملطي
يوحنا ذهبي الفم - القمص تادرس يعقوب ملطي
مذكرة معهد الرعاية في الافخارستيا- نيافة الأنبا بنيامين مطران المنوفية
قداسات الكنيسة الأثيوبية – القس مرقس داود 1959
Strong's dictionary
تعليقات
إرسال تعليق