شرح:ليس لأعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي أرسلني.- للقديس كيرلس الكبير
شرح القديس كيرلس الكبير ايه:
"لأني قد نزلت من السماء، ليس لأعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي أرسلني." يو 6 : 38
بداية نؤكد ان الثالوث متمايز و لكن طبيعة و لاهوت و جوهر واحد فيقول القديس كيرلس الكبير:
[أننا لا نقر أبدا عن الثالوث القدوس الواحد جوهريا أنه قد انقسم ضد نفسه، أو انشطر إلى آراء متعارضة متباينة، أو أن الأب أو الابن أو الروح القدس انقسموا إلى ما قد يبدو صالحا لكل منهم على حدة، وهم يتفقون في كل شئ، ولأنهم لاهوت واحد، فمن الواضح، أن تكون لهم نفس الإرادة ، في الثالوث القدوس كله...لأنه حال كونه ما هو عليه، إله من إله، كامل من كامل، الختم الحقيقي لجوهر أبيه، لا يفكر إلا كما يفكر الأب أيضا، فهو ذات مشورته وكلمته، ويشاء تماما ما يشاؤه الآب ويفعل بالتمام والكمال ذات ما يفعله الآب، بشكل تلقائي* بسبب قوانين وحدانية الجوهر، يشترك مع الأب في أن يريد كل الصالحات فلا تستاء أيها الإنسان، حينما تسمعه يقول لأني قد نزلت من السماء، ليس لأعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي أرسلني (يو ٦: ٣٨ ).
لأن كل ما قلناه في البداية سوف نقوله مرة أخرى قال المسيح ذلك عن أمر واضح و محدد، لأنه يقول تلك الكلمات معلما أنه أراد أن يموت عن الجميع لأنه هكذا أشارت الطبيعة الإلهية ، لكنه لم يرد (ذلك بسبب الآلام على الصليب ، ويقدر ما هو متصل بالجسد الذي يستنكر الموت. وقد أسهبنا فعلا في الشرح لكن من المناسب أننا يجب أن نفهم من طبيعة الأشياء ذاتها أن الآلام على الصليب لم يكن يريدها المسيح بسبب كونه إنسانا.]
شرح انجيل يوحنا - الكتاب الرابع - فصل 1
* استخدم المترجم كلمة (مجبرا) و اذ يرى الناقل أن كلمة ( تلقائي) ادق- لانها تعبر عن الوحدانية و الملازمة في الارادة عن كلمة( مجبرا) التي توحى بالخضوع.
لوحة “صلاة من أجل الكأس” من اعمال El Greco
تعليقات
إرسال تعليق