الموت النيابي و البدلية العقابية عند القديس اثناسيوس الرسولي في كتاب تجسد الكلمة
أوضح القديس أثناسيوس أن العدل الإلهي قد استوفى بآلام وموت المسيح علي الصليب فقال :
[لهذا كان أمام كلمة الله مرة أخرى أن يأتي بالفاسد إلى عدم فساد، وفي نفس الوقت أن يوفي مطلب الآب العادل المطالب به الجميع، وحيث أنه هو كلمة الآب ويفوق الكل، فكان هو وحده الذي يليق بطبيعته أن يجدد خلقة كل شيء، وأن يتحمل الآلام عوضًا عن الجميع وأن يكون نائبًا عن الجميع لدى الآب]
(تجسد الكلمة - فصل 7 - فقرة 5).
مات عوضا عنا
[وهكذا إذ أخذ من لطبيعتنا، وإذ كان الجميع تحت قصاص فساد الموت، فقد بذل جسده للموت أجسادنا جسدًا مماثلًا عوضًا عن الجميع، وقدمه للآب. كل هذا فعله شفقة منه علينا، وذلك: أولًا لكي يَبطل الناموس الذي كان يقضى بهلاك البشر، إذ مات الكل فيه، لأن سلطانه قد أكمل في جسد الرب ولا يعود ينشب أظفاره في البشر الذين ناب عنهم. ثانيًا: لكي يعيد البشر إلى عدم الفساد بعد أن عادوا إلى الفساد، ويحييهم من الموت بجسده وبنعمة القيامة، وينقذهم من الموت كإنقاذ القش من النار].
(تجسد الكلمة - فقرة ٨ فصل ٤)
الموت نيابة عن الجميع. ... ليوفى الدين
[وإذ رأى الكلمة أن فساد البشرية لا يمكن أن يبطل إلا بالموت كشرط لازم، وأنه مستحيل أن يتحمل الكلمة الموت لأنه غير مائت ولأنه ابن الآب، لهذا أخذ لنفسه جسدًا قابلًا للموت حتى بإتحاده بالكلمة، الذي هو فوق الكل، يكون جديرًا أن يموت نيابة عن الكل، وحتى يبقى في عدم فساد بسبب الكلمة الذي أتى ليحل فيه وحتى يتحرر الجميع من الفساد، فيما بعد، بنعمة القيامة من الأموات. وإذ قدم للموت ذلك الجسد، الذي أخذه لنفسه، كمحرقة وذبيحة خالية من كل شائبة فقد رفع حكم الموت فورًا عن جميع من ناب عنهم، إذ قدم عوضًا عنهم جسدا مماثلا لأجسادهم]
(تجسد الكلمة- فصل ٩ فقرة ١)
[ولأن كلمة الله هو فوق الكل فقد لاق به بطبيعة الحال أن يوفى الدين بموته، وذلك بتقديم هيكله وآنيته البشرية لأجل حياة الجميع]
(تجسد الكلمة- فصل ٩ فقرة ٢)
تعليقات
إرسال تعليق